وقوله:
فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين ؛ يقرأ: " إنا دمرناهم " ؛ بكسر " إن " ؛ وبفتحها؛ فمن قرأ بالكسر؛ رفع العاقبة لا غير؛ المعنى: " فانظر أي شيء كان عاقبة مكرهم " ؛ ثم فسرها فقال: " إنا دمرناهم " ؛ فدل على أن العاقبة الدمار؛ ومن قرأ: " أنا دمرناهم " ؛ بالفتح؛ رفع العاقبة؛ وإن شاء نصبها؛ والرفع أجود؛ على معنى: " فانظر كيف كان عاقبة أمرهم " ؛ وأضمر العاقبة؛ " أنا دمرناهم " ؛ فيكون " أنا " ؛ في موضع رفع؛ على هذا التفسير؛ ويجوز أن تكون " أنا " ؛ في موضع نصب؛ على معنى: " فانظر كيف كان عاقبة مكرهم لأنا دمرناهم " ؛ ويجوز أن
[ ص: 125 ] تكون " أنا دمرناهم " ؛ خبر " كان " ؛ المعنى: " فانظر كيف كان عاقبة مكرهم الدمار " ؛ ويجوز أن يكون اسم " كان " ؛ " أنا دمرناهم " ؛ و " عاقبة أمرهم " ؛ منصوبة؛ المعنى: " فانظر كيف كان الدمار عاقبة مكرهم " ؛ و " كيف " ؛ في موضع نصب في جميع هذه الأقوال؛ ونصبها؛ إذا جعلت العاقبة اسم " كان " ؛ و " كيف " ؛ الخبر؛ لأنها في موضع خبر " كان " ؛ فإذا جعلت اسم " كان " ؛ وخبرها ما بعدها؛ فهي منصوبة على الظرف؛ وعمل فيها جملة الكلام؛ كما تقول: " كيف كان زيد؟ " ؛ و " كيف كان زيد قائما؟ " .