وقوله - عز وجل -:
حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ؛ قالوا: الصلاة الوسطى: العصر؛ وهو أكثر الرواية؛ وقيل: إنها الغداة؛ وقيل: إنها الظهر؛ والله قد أمر بالمحافظة على جميع الصلوات؛ إلا أن هذه الواو إذا جاءت مخصصة؛ فهي دالة على الفضل للذي تخصصه؛ كما قال: - عز وجل -:
من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال ؛ فذكرا مخصوصين لفضلهما على الملائكة؛ وقال يونس النحوي في قوله - عز وجل -:
فيهما فاكهة ونخل ورمان إنما خص النخل والرمان؛ وقد ذكرت الفاكهة؛ لفضلها على سائرها. وقوله - عز وجل -:
وقوموا لله قانتين ؛ " القانت " : المطيع؛ و " القانت " : الذاكر الله؛ كما قال - عز وجل -:
أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما ؛ وقيل: " القانت " : العابد؛ وقالوا في قوله - عز وجل -:
وكانت من القانتين ؛ أي: العابدين؛ والمشهور في اللغة؛ والاستعمال أن " القنوت " : الدعاء في القيام؛ وحقيقة القانت أنه القائم بأمر الله؛ فالداعي إذا كان قائما خص بأن يقال له: " قانت " .
[ ص: 321 ] لأنه ذاكر الله - عز وجل - وهو قائم على رجليه؛ فحقيقة القنوت العبادة؛ والدعاء لله في حال القيام؛ ويجوز أن يقع في سائر الطاعة؛ لأنه إن لم يكن قياما بالرجلين؛ فهو قيام بالشيء بالنية.