وقوله:
وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم ؛
[ ص: 129 ] وتقرأ: " وما أنت تهدي العمي عن ضلالتهم " ؛ ويجوز: " بهاد العمي عن ضلالتهم " ؛ فأما الوجهان الأولان فجيدان في القراءة؛ وقد قرئ بهما جميعا؛ والوجه الثالث يجوز في العربية؛ فإن ثبتت به رواية؛ وإلا لم يقرأ به؛ ولا أعلم أحدا قرأ به. وقوله - عز وجل -:
إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا ؛ معناه: ما تسمع إلا من يؤمن؛ وتأويل " ما تسمع " : أي: ما يسمع منك فيعي ويعمل إلا من يؤمن بآياتنا؛ فأما من سمع ولم يقبل؛ فبمنزلة الأصم؛ كما قال الله - عز وجل -:
صم بكم عمي ؛ قال الشاعر:
أصم عما ساءه سميع