قوله - عز وجل -:
ولما بلغ أشده واستوى ؛ قيل: " الأشد " : بضع وثلاثون سنة؛ وهو ما بين ثلاث وثلاثين؛ إلى تسع وثلاثين؛ وتأويل " بلغ أشده " : استكمل نهاية قوة الرجل؛ وقيل: إن معنى " واستوى " : بلغ الأربعين؛ وجائز أن يكون " استوى " ؛ وصل حقيقة بلوغ الأشد.
[ ص: 136 ] وقوله:
آتيناه حكما وعلما ؛ فعلم
موسى - عليه السلام -؛ وحكم قبل أن يبعث؛
وكذلك نجزي المحسنين ؛ فجعل الله إتيان العلم والحكمة مجازاة على الإحسان؛ لأنهما يؤديان إلى الجنة؛ التي هي جزاء المحسنين؛ والعالم الحكيم من استعمل علمه؛ لأن الله - عز وجل - قال:
ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون ؛ فجعلهم إذ لم يعملوا بالعلم جهالا.