وقوله - عز وجل -:
ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها ؛ جاء في التفسير أنه دخلها وقت القائلة؛ وهو انتصاف النهار؛ وقوله:
هذا من شيعته وهذا من عدوه ؛ هذا موضع فيه لطف؛ وذلك أنه قيل في الغائب " هذا " ؛ والمعنى: " وجد فيها رجلين؛ أحدهما من شيعته؛ وأحدهما من عدوه " ؛ وقيل فيهما: " هذا " ؛ و " هذا " ؛ على جهة الحكاية للحضرة؛ أي: " فوجد فيها رجلين إذا نظر إليهما الناظر قال: هذا من شيعته؛ وهذا من عدوه " ؛
فاستغاثه الذي من شيعته ؛ أي: استنصره؛ والذي من شيعته من بني إسرائيل؛ والذي من عدوه من أصحاب فرعون؛ وجاء في التفسير أن
فرعون كان رجلا من أهل " إصطخر " ؛ ويقال: إن الرجل الذي هو من عدوه رجل من القبط؛ وقيل أيضا: من أهل " إصطخر " .
[ ص: 137 ] فوكزه موسى فقضى عليه ؛ أي: فقتله؛ و " الوكز " : أن تضرب بجمع كفك؛ وقد قيل: وكزه بالعصا؛ وقوله:
قال هذا من عمل الشيطان ؛ يدل أن قتله إياه كان خطأ؛ وأنه لم يكن أمر "
موسى " ؛ بقتل؛ ولا قتال؛
قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له