[ ص: 139 ] قوله:
ولما ورد ماء مدين ؛ "
مدين " ؛ في موضع خفض؛ ولكنه لا ينصرف؛ لأنه اسم للبقعة؛
ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ؛ " أمة " : جماعة؛
ووجد من دونهم امرأتين تذودان ؛ أي: تذودان غنمهما عن أن تقرب موضع الماء؛ لأنها يطردها عن الماء من هو على السقي أقوى منهما؛
قال ما خطبكما ؛ أي: " ما أمركما؟ " ؛ معناه: " ما تخطبان؟ " ؛ أي: " ما تريدان بذودكما غنمكما عن الماء؟ " ؛ " قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء " ؛ وقرئت:
حتى يصدر الرعاء ؛ بضم الياء؛ وكسر الدال؛ أي: لا نقدر أن نسقي حتى ترد الرعاة غنمهم؛ وقد شربت؛ فيخلو الموضع؛ فنسقي؛ فمن قرأ: " يصدر " ؛ بضم الدال؛ فمعناه: حتى يرجع الرعاء؛ و " الرعاء " : جمع " راع " ؛ كما يقال: " صاحب " ؛ و " صحاب " ؛ وقوله:
وأبونا شيخ كبير ؛ الفائدة في قوله:
وأبونا شيخ كبير ؛ أي: لا يمكنه أن يرد؛ ويسقي؛ فلذلك احتجنا؛ ونحن نساء؛ أن نسقي؛