قوله:
قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة ؛ " السرمد " ؛ في اللغة: الدائم؛ وقوله:
من إله غير الله يأتيكم بضياء ؛ أي: بنهار تبصرون فيه؛ وتتصرفون في معايشكم؛ وتصلح فيه ثماركم ومنابتكم؛ لأن الله - عز وجل - جعل الصلاح للخلق بالليل مع النهار؛ فلو كان واحد منهما دون الآخر لهلك الخلق؛ وكذلك قوله - في النهار -:
قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة ؛ أعلمهم أن الليل والنهار رحمة؛ فقال:
ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ؛
[ ص: 153 ] المعنى: " جعل لكم الزمان ليلا ونهارا؛ لتسكنوا بالليل؛ وتبتغوا من فضل الله بالنهار؛ وجائز أن تسكنوا فيهما؛ وأن تبتغوا من فضل الله فيهما؛ فيكون المعنى: " جعل لكم الزمان ليلا ونهارا لتسكنوا فيه؛ ولتبتغوا من فضله " .