وقوله - عز وجل -:
وقال لهم نبيهم إن آية ملكه ؛ أي: علامة تمليك الله إياه؛
أن يأتيكم التابوت ؛ وموضع " أن " : رفع؛ المعنى: إن آية ملكه إتيان التابوت إياكم. وقوله - عز وجل -:
فيه سكينة من ربكم ؛ أي: فيه ما تسكنون به إذا أتاكم؛ وقيل في التفسير: إن السكينة لها رأس كرأس الهر؛ من زبرجد؛ أو ياقوت؛ ولها جناحان. وقوله - عز وجل -:
وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون ؛ قيل في تفسيره: " البقية " : رضاض الألواح؛ وأن التوراة فيه؛ وكتاب آخر جمع التوراة؛ وعصا موسى؛ فهذا ما روي مما فيه؛ والظاهر أن " فيه بقية " ؛ جائز أن يكون بقية من شيء من علامات الأنبياء؛ وجائز أن يكون البقية من العلم؛ وجائز أن يتضمنها جميعا؛ والفائدة - كانت - في هذا التابوت أن الأنبياء - صلوات الله عليهم - كانت تستفتح به في الحروب؛ فكان التابوت يكون بين أيديهم؛ فإذا سمع من جوفه أنين؛ دف التابوت؛ أي: سار؛ والجميع خلفه؛ والله أعلم بحقيقة ذلك.
[ ص: 330 ] وروي في التفسير أنه كان من خشب الشمشار؛ وكان قد غلب جالوت وأصحابه عليه؛ فنزلهم بسببه داء؛ قيل: هو الناسور الذي يكون في العنب؛ فعلموا أن الآفة بسببه نزلت؛ فوضعوه على ثورين؛ فيما يقال؛ وقيل: معنى
تحمله الملائكة إنها كانت تسوق الثورين؛ وجائز أن يقال في اللغة: " تحمله الملائكة " ؛ وإنما كانت تسوق ما يحمله؛ كما تقول: " حملت متاعي إلى مكة " ؛ أي: كنت سببا لحمله إلى مكة؛ ومعنى
إن في ذلك لآية لكم ؛ أي: في رجوع التابوت إليكم علامة أن الله ملك طالوت عليكم؛ إذ أنبأكم في قصته بغيب؛
إن كنتم مؤمنين ؛ أي: إن كنتم مصدقين.