وقوله - عز وجل -:
أولم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق ؛ معناه: " أولم يتفكروا فيعلموا؟! " ؛ لأن في الكلام دليلا عليه؛ ومعنى " بالحق " ؛ ههنا: " إلا للحق " ؛ أي: لإقامة الحق؛
وأجل مسمى ؛ أي: " لإقامة الحق وأجل مسمى " ; وهو الوقت الذي توفى فيه كل نفس ما كسبت؛ وقوله:
وإن كثيرا من الناس بلقاء ربهم لكافرون ؛
[ ص: 179 ] أي: " لكافرون بلقاء ربهم " ؛ تقدمت الباء لأنها متصلة بـ " كافرون " ؛ وما اتصل بخبر " إن " ؛ جاز أن يقدم قبل اللام؛ ولا يجوز أن تدخل اللام بعد مضي الخبر؛ لا يجوز أن تقول: " إن زيدا كافر لبالله " ؛ لأن اللام حقها أن تدخل على الابتداء؛ والخبر؛ أو بين الابتداء؛ والخبر؛ لأنها تؤكد الجملة؛ فلا تأتي توكيدا؛ وقد مضت الجملة؛ ولا اختلاف بين النحويين في أن اللام لا تدخل بغير الخبر.