وقوله - عز وجل -:
وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه ؛ فيه غير قول؛ فمنها أن الهاء تعود على الخلق؛ فالمعنى: " الإعادة والبعث أهون على الإنسان من إنشائه " ؛ لأنه يقاسي في النشء ما لا يقاسيه في الإعادة والبعث؛ وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة؛ وكثير من أهل اللغة: إن معناه: " وهو هين عليه " ؛ وإن " أهون " ؛ ههنا؛ ليس معناه أن الإعادة أهون عليه من الابتداء؛ لأن الإعادة والابتداء كل سهل عليه؛ ومن ذلك من الشعر:
لعمرك ما أدري وإني لأوجل ... على أينا تغدو المنية أول
فمعنى " لأوجل " : " لوجل " ؛ وقالوا: " الله أكبر " ؛ أي: " الله كبير " ؛ وهو غير منكر؛ وأحسن من هذين الوجهين أنه خاطب العباد بما يعقلون؛ فأعلمهم أنه يجب عندهم أن يكون البعث أسهل وأهون من الابتداء
[ ص: 184 ] والإنشاء؛ وجعله مثلا لهم؛ فقال:
وله المثل الأعلى في السماوات والأرض ؛ أي: قوله:
وهو أهون عليه ؛ قد ضربه لكم مثلا فيما يصعب ويسهل.