وقوله:
منيبين إليه ؛ " منيبين " ؛ منصوب على الحال؛ بقوله:
فأقم وجهك ؛ زعم جميع النحويين أن معنى هذا: " فأقيموا وجوهكم منيبين إليه " ؛ لأن مخاطبة النبي - صلى الله عليه وسلم - يدخل معه فيها الأمة؛ والدليل على ذلك قوله:
يا أيها النبي إذا طلقتم النساء ؛ وقوله: " منيبين " ؛ معناه: راجعين إليه؛ إلى كل ما أمر به؛ ولا يخرجون عن شيء من أمره؛ فأعلمهم الله - عز وجل - أن الطريقة المستقيمة في دين الإسلام هو اتباع الفطرة؛ والتقوى مع الإسلام؛ وأداء الفرائض؛ وأنه لا ينفع ذلك إلا بالإخلاص في التوحيد؛ فقال:
ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم ؛
[ ص: 186 ] وقرئت: " فارقوا دينهم " ؛
وكانوا شيعا ؛ فرقا؛ فأمرهم الله - عز وجل - بالاجتماع؛ والألفة؛ ولزوم الجماعة؛ والسنة في الهداية؛ والضلالة هي الفرقة.