معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم ؛ أي: أنفقوا في الجهاد؛ وليعن بعضكم بعضا عليه. وقوله - عز وجل -: من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ؛ يعني يوم القيامة؛ و " الخلة " : الصداقة؛ ويجوز: " لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة " ؛ و " لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة " ؛ على الرفع بتنوين؛ والنصب بغير تنوين؛ ويجوز: " لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة " ؛ بنصب الأول بغير تنوين؛ وعطف الثاني على موضع الأول؛ لأن موضعه نصب؛ إلا أن التنوين حذف لعلة قد ذكرناها؛ ويكون دخول " لا " ؛ مع حروف العطف مؤكدا؛ لأنك إذا عطفت على موضع ما بعد " لا " ؛ عطفته بتنوين؛ تقول: " لا رجل وغلاما لك " ؛ قال الشاعر: [ ص: 336 ]

فلا أب وابنا مثل مروان وابنه ... إذا هو بالمجد ارتدى أو تأزرا



ومعنى: والكافرون هم الظالمون ؛ أي: هم الذين وضعوا الأمر غير موضعه؛ وهذا أصل " الظلم " ؛ في اللغة.

التالي السابق


الخدمات العلمية