وقوله:
خلق السماوات بغير عمد ترونها وألقى في الأرض رواسي ؛ وصف الله - عز وجل - خلقه الذي يعجز المخلوقون عن أن يأتوا بمثله؛ أو يقدروا على نوع منه؛ ثم قال:
هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه ؛ وقوله:
بغير عمد ترونها ؛ قيل في التفسير: إنها بعمد لا ترونها؛ أي: لا ترون تلك العمد؛ وقيل: خلقها بغير عمد؛ وكذلك ترونها.
[ ص: 195 ] والمعنى في التفسير يؤول إلى شيء واحد؛ ويكون تأويل " بغير عمد ترونها " ؛ الذي فسر: بعمد لا ترونها؛ يكون معنى العمد قدرته - عز وجل - التي يمسك بها السماوات والأرض؛
وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم ؛ " رواسي " : جبال ثوابت؛ كما قال - عز وجل -:
ألم نجعل الأرض مهادا والجبال أوتادا ؛ فمعنى " أن تميد بكم " : " كراهة أن تميد بكم " ؛ ومعنى " تميد " : تتحرك حركة شديدة.