وقوله (تعالى): " ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله " ؛ ويقرأ: " والبحر " ؛ بالرفع.
[ ص: 200 ] فأما النصب فعطف على " ما " ؛ والمعنى: " ولو أن ما في الأرض؛ ولو أن البحر " ؛ والرفع حسن؛ على وجهين؛ على معنى: " والبحر هذه حاله " ؛ ويجوز أن يكون معطوفا على موضع " أن " ؛ مع ما بعدها؛ لأن معنى " لو أن ما في الأرض " : " لو وقع ما في الأرض " ؛ لأن " لو " ؛ تطلب الأفعال؛ فإذا جاءت معها " أن " ؛ لم تذكر معها الأفعال؛ لأنه تذكر معها الأسماء؛ والأفعال. وقوله - عز وجل -:
ما نفدت كلمات الله ؛ معناه: " ما انقطعت " ؛ ويروى أن المشركين قالوا في القرآن: إن هذا كلام سينفد؛ وسيقطع؛ فأعلم الله - عز وجل - أن كلماته وحكمته لا تنفد.