معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - جل وعز -: الله ولي الذين آمنوا ؛ يقال: " قد توليت فلانا " ؛ و " وليت فلانا ولاية " ؛ و " الولاية " ؛ بالكسر: اسم لكل ما يتولى؛ ومعنى " ولي " ؛ على ضروب؛ فالله ولي المؤمنين في حجاجهم وهدايتهم؛ وإقامة البرهان لهم؛ لأنه يزيدهم بإيمانهم هداية؛ كما قال - عز وجل -: والذين اهتدوا زادهم هدى ؛ ووليهم أيضا في نصرهم؛ وإظهار دينهم على دين مخالفيهم؛ ووليهم أيضا بتولي قولهم؛ ومجازاتهم بحسن أعمالهم. وقوله - عز وجل -: يخرجهم من الظلمات إلى النور ؛ أي: يخرجهم من ظلمات الجهالة إلى نور الهدى؛ لأن أمر الضلالة مظلم؛ غير بين؛ وأمر الهدى واضح كبيان النور؛ وقد قال قوم: " يخرجهم من الظلمات إلى النور " : يحكم لهم بأنهم خارجون من الظلمات إلى النور؛ وهذا ليس قول أهل التفسير؛ ولا قول أكثر أهل اللغة؛ إنما قاله الأخفش وحده. [ ص: 340 ] والدليل على أنه يزيدهم هدى؛ ما ذكرناه من الآية؛ وقوله - عز وجل -: فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا

ومعنى: والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت ؛ أي: الذين يتولون أمرهم هم الطاغوت؛ وقد فسرنا " الطاغوت " ؛ و " الطاغوت " ؛ ههنا؛ واحد في معنى جماعة؛ وهذا جائز في اللغة؛ إذا كان في الكلام دليل على الجماعة؛ قال الشاعر:


بها جيف الحسرى فأما عظامها ... فبيض وأما جلدها فصليب



" جلدها " ؛ في معنى " جلودها " .

التالي السابق


الخدمات العلمية