وقوله - عز وجل -:
وقرن في بيوتكن ؛
[ ص: 225 ] ويقرأ: " وقرن " ؛ بكسر القاف؛ فمن قرأ بالفتح فهو من " قررت بالمكان؛ أقر " ؛ فالمعنى: " واقررن " ؛ فإذا خففت صارت: " وقرن " ؛ حذفت الألف لثقل التضعيف في الراء؛ وألقيت حركتها على القاف؛ والأجود: " وقرن في بيوتكن " ؛ بكسر القاف؛ وهو من " الوقار " ؛ تقول: " وقر؛ يقر في المكان " ؛ ويصلح أن يكون من " قررت في المكان؛ أقره " ؛ فيحذف على أنه من " واقررن " ؛ بكسر الراء الأولى؛ والكسر من جهتين؛ من أنه من " الوقار " ؛ ومن أنه من " القرار " ؛ جميعا. وقوله (تعالى):
ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ؛ " التبرج " : إظهار الزينة؛ وما تستدعى به شهوة الرجل؛ وقيل: إنهن كن يتكسرن في مشيتهن؛ ويتبخترن؛ وقيل: إن الجاهلية الأولى من كان من لدن
آدم إلى زمن
نوح؛ وقيل: من زمن
نوح إلى زمن
إدريس؛ وقيل: منذ زمن
عيسى إلى زمن النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ والأشبه أن تكون منذ زمن
عيسى إلى زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - لأنهم هم الجاهلية المعروفون؛ لأنه روي أنهم كانوا يتخذون البغايا - وهن الفواجر - يغللن لهم؛ فإن قيل: لم قيل " الأولى " ؟ قيل: يقال لكل متقدم ومتقدمة: " أولى " ؛ و " أول " ؛ فتأويله أنهم تقدموا أمة
محمد - صلى الله عليه وسلم -؛ فهم " أولى " ؛ وهم " أول " ؛ من أمة
محمد - صلى الله عليه وسلم.