وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل ؛ الآية؛ هذا قول المشركين الذين لا يؤمنون بالبعث؛ يقول بعضهم لبعض: هل ندلكم على
محمد الذي يزعم أنكم مبعوثون بعد أن تكونوا عظاما وترابا ورفاتا؟ وفي هذه الآية نظر في العربية لطيف؛ ونحن نشرحه؛ إن شاء الله؛ " إذا " ؛ في موضع نصب؛ بـ " مزقتم " ؛ ولا يمكن أن يعمل فيها " جديد " ؛ لأن ما بعد " أن " ؛ لا يعمل فيما قبلها؛ والتأويل: " هل ندلكم على رجل يقول لكم إنكم إذا مزقتم تبعثون؟ " ؛ ويكون " إذا " ؛ بمنزلة " إن " ؛ الجزاء؛ يعمل فيها الذي يليها؛ قال
قيس بن الخطيم: [ ص: 242 ] إذا قصرت أسيافنا كان وصلها ... خطانا إلى أعدائنا فنضارب
المعنى: " يكون وصلها " ؛ الدليل على ذلك جزم " فنضارب " ؛ ويجوز أن يكون العامل في " إذا " ؛ مضمرا؛ يدل عليه " إنكم لفي خلق جديد " ؛ ويكون المعنى: " هل ندلكم على رجل ينبئكم يقول لكم إذا مزقتم بعثتم؛ إنكم لفي خلق جديد؟ " ؛ كما قالوا:
أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون ؛ فـ " إذا " ؛ يجوز أن تكون منصوبة بفعل يدل عليه " إنا لمبعوثون " ؛ ولا يجوز " أنكم لفي خلق جديد " ؛ بالفتح؛ لأن اللام إذا جاءت لم يجز إلا كسر " إن " .