وقوله - عز وجل -:
وألنا له الحديد أن اعمل سابغات ؛ أي: جعلناه لينا؛ وأول من عمل الدروع داود؛ وكان ما يستجن به من الحديد إنما كان قطع حديد نحو هذه الجواشن.
[ ص: 244 ] و " أن " ؛ ههنا؛ في تأويل التفسير؛ كأنه قيل: " وألنا له الحديد أي اعمل سابغات " ؛ بمعنى " قلنا له: اعمل سابغات " ؛ ويكون في معنى: " لأن يعمل سابغات " ؛ وتصل " أن " ؛ بلفظ الأمر؛ ومثل هذا من الكلام " أرسل إليه أن قم إلي " ؛ أي: قال: " قم إلى فلان " ؛ ويكون بمعنى: " أرسل إليه بأن يقوم إلى فلان " ؛ ومعنى " سابغات " : دروع سابغات؛ فذكر الصفة لأنها تدل على الموصوف؛ ومعنى " السابغ " : الذي يغطي كل شيء يكون عليه؛ حتى يفضل؛
وقدر في السرد ؛ " السرد " ؛ في اللغة: تقدمة شيء إلى شيء تأتي به منسقا بعضه في أثر بعض متتابعا؛ فمنه " سرد فلان الحديث " ؛ وقيل في التفسير: " السرد " : السمر؛ والستر؛ والخلق؛ وقيل: هو ألا يجعل المسمار غليظا؛ والثقب دقيقا؛ ولا يجعل المسمار دقيقا؛ والثقب واسعا؛ فيتقلقل؛ وينخلع؛ وينقصف؛ " قدر في ذلك " ؛ أي: اجعله على القصد؛ وقدر الحاجة؛ والذي جاء في التفسير غير خارج عن اللغة؛ لأن السمر تقديمك طرف الحلقة إلى طرفها الآخر؛ وزعم
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه أن قول العرب: " رجل سرندي " ؛ مشتق من " السرد " ؛ وذلك أن معناه: " الجريء " ؛ قال: و " الجريء " : الذي يمضي قدما.
[ ص: 245 ] وتفسير
وألنا له الحديد ؛ جعلناه لينا؛ كالخيوط؛ يطاوعه؛ حتى عمل الدروع.