وقوله (تعالى):
ولسليمان الريح غدوها شهر ؛ النصب في " الريح " ؛ هو الوجه؛ وقراءة أكثر القراء على معنى " وسخرنا
لسليمان الريح " ؛ ويجوز الرفع: " ولسليمان الريح غدوها شهر " ؛ والرفع على معنى: " ثبتت له الريح " ؛ وهو يؤول في المعنى إلى معنى: " سخرنا الريح " ؛ كما أنك إذا قلت: " لله الحمد " ؛ فتأويله: " استقر لله الحمد " ؛ وهو يرجع إلى معنى: " أحمد الله الحمد " ؛ وقوله:
غدوها شهر ورواحها شهر ؛ أي: غدوها مسيرة شهر؛ وكذلك رواحها؛ وكان سليمان يجلس على سريره هو وأصحابه فتسير بهم الريح بالغداة مسيرة شهر؛ وتسير بالعشي مسيرة شهر؛
وأسلنا له عين القطر ؛ " القطر " : النحاس؛ وهو الصفر؛ فأذيب مذ ذاك؛ وكان قبل
سليمان لا يذوب؛
ومن الجن من يعمل بين يديه ؛ موضع " من " ؛ نصب؛ المعنى: " سخرنا له من الجن من يعمل " ؛ ويجوز أن يكون موضع " من " ؛ رفعا؛ ويكون المعنى: " فيما أعطيناه من الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه " ؛ أي: بأمر ربه؛
ومن يزغ منهم عن أمرنا ؛
[ ص: 246 ] أي: " من يعدل " ؛