فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا ؛ ويقرأ: " ربنا بعد بين أسفارنا " ؛ ويقرأ: " ربنا بعد بين أسفارنا " ؛ ويقرأ: " ربنا " ؛ بالنصب؛ " بعد بين أسفارنا " ؛ برفع " بين " ؛ ويقرأ: " بين أسفارنا " ؛ ويقرأ: " ربنا باعد بين أسفارنا " ؛
وظلموا أنفسهم ؛ فمن قرأ: " بعد بين أسفارنا " ؛ برفع " بين " ؛ فالمعنى: " بعد ما يتصل
[ ص: 251 ] بسفرنا " ؛ ومن قرأ: " بعد بين أسفارنا " ؛ فالمعنى: " بعد ما بين أسفارنا " ؛ و " بعد سيرنا بين أسفارنا " ؛ ومن قرأ: " باعد " ؛ فعلى وجه المسألة؛ ويكون المعنى أنهم سئموا الراحة؛ وبطروا النعمة؛ كما قال قوم موسى:
فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض ؛ إلى قوله:
الذي هو أدنى بالذي هو خير ؛
ومزقناهم كل ممزق ؛ أي: " فرقناهم في البلاد " ؛ لأنهم لما أذهب الله جنتيهم؛ وغرق مكانهم؛ تبددوا في البلاد؛ فصارت العرب تتمثل بهم في الفرقة؛ فتقول: " تفرقوا أيدي سبإ " ؛ و " أيادي سبإ " ؛ قال الشاعر:
من صادر أو وارد أيدي سبا
وقال
كثير: أيادي سبا يا عز ما كنت بعدكم ... فلم يحل للعينين بعدك منظر