وقوله - عز وجل -:
يؤتي الحكمة من يشاء ؛ معنى " يؤتي " : يعطي؛ و " الحكمة " ؛ فيها قولان: قال بعضهم: هي النبوة؛ ويروى عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود أن الحكمة هي؛ القرآن؛ وكفى بالقرآن حكمة؛ لأن الأمة به صارت علماء بعد جهل؛ وهو وصلة إلى كل علم يقرب من الله - عز وجل -؛ وذريعة إلى رحمته; لذلك قال الله (تعالى):
ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ؛
[ ص: 352 ] أي: أعطي كل العلم؛ وما يوصل إلى رحمة الله؛ و " يؤت " ؛ جزم ب " من " ؛ والجواب: " فقد أوتي خيرا كثيرا " ؛ ومعنى
وما يذكر إلا أولو الألباب أي: ما يفكر فكرا يذكر به ما قص من آيات القرآن؛ إلا أولو الألباب؛ أي: ذوو العقول؛ وواحد " الألباب " : " لب " ؛ يقال: " قد لببت يا رجل " ؛ و " أنت تلب؛ لبابة؛ ولبا " ؛ وقرأت على
محمد بن يزيد ؛ عن
يونس : " لببت؛ لبابة " ؛ وليس في المضاعف على " فعلت " ؛ غير هذا؛ ولم يروه أحد إلا
يونس ؛ وسألت غير البصريين عنه فلم يعرفه.