من كان يريد العزة فلله العزة جميعا ؛ أي: " من كان يريد بعبادته غير الله العزة؛ فلله العزة جميعا " ؛ أي: في حال اجتماعها؛ أي: يجتمع له في الدنيا والآخرة؛ ثم بين كيف يعز بالله؛ فقال:
[ ص: 265 ] إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ؛ أي: إليه يصل الكلم الذي هو توحيد الله؛ وهو قول " لا إله إلا الله " ؛
والعمل الصالح يرفعه ؛ المعنى: " إذا وحد الله وعجل بطاعته؛ ارتفع ذلك إلى الله؛ والله - عز - وجل - يرتفع إليه كل شيء؛ ويعلم كل شيء " ؛ ولكن المعنى فيه؛ ههنا: العمل الصالح هو الذي يرفع ذكر التوحيد؛ حتى يكون مثبتا للموحد حقيقة التوحيد؛ والضمير في " يرفعه " ؛ يجوز أن يكون أحد ثلاثة أشياء؛ وذلك قول أهل اللغة جميعا؛ فيكون: " والعمل الصالح يرفع الكلم الطيب " ؛ ويجوز أن يكون: " والعمل الصالح يرفعه الكلم الطيب " ؛ أي: " لا يقبل العمل الصالح إلا من موحد " ؛ والقول الثالث أن يرفعه الله - عز وجل.
والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ؛ المعنى: " مكر الذين يمكرون بالنبي - صلى الله عليه وسلم -؛
هو يبور ؛ أي: يفسد؛ وقد بين ما مكرهم في سورة " الأنفال " ؛ في قوله:
وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ؛ ففسد جميع مكرهم؛ فجعل الله كلمة نبيه وأوليائه العليا؛ وأيديهم العالية؛ بالنصر؛ والحجة.