[ ص: 353 ] وقوله - عز وجل -:
إن تبدوا الصدقات فنعما هي ؛ معنى " إن تبدوا " : تظهروا؛ يقال: " بدا الشيء؛ يبدو " ؛ إذا ظهر؛ و " أبديته أنا؛ إبداء " ؛ إذا أظهرته؛ و " بدا لي بداء " ؛ إذا تغير رأيي عما كان عليه؛ و " تبدوا " ؛ جزم ب " إن " ؛ وقوله: " فنعما هي " ؛ الجواب؛ وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد أن
أبا جعفر ؛
وشيبة ؛
nindex.php?page=showalam&ids=17192ونافعا ؛
وعاصما ؛
وأبا عمرو بن العلاء ؛ قرؤوا: " فنعما هي " ؛ بكسر النون؛ والعين؛ وتشديد الميم؛ وروي أن
nindex.php?page=showalam&ids=17340يحيى بن وثاب ؛
والأشمس nindex.php?page=showalam&ids=15760وحمزة [ ص: 354 ] nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي قرؤوا: " فنعما هي " ؛ بفتح النون؛ وكسر العين؛ وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد أنه روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله
nindex.php?page=showalam&ids=13لابن العاص : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=856557نعما بالمال الصالح للرجل الصالح " ؛ فذكر
nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد أنه يختار هذه القراءة؛ من أجل هذه الرواية؛ ولا أحسب أصحاب الحديث ضبطوا هذا؛ ولا هذه القراءة عند البصريين النحويين جائزة البتة؛ لأن فيها الجمع بين ساكنين من غير حرف مد ولين؛ فأما ما قرأناه من حرف
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم ورواية
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبي عمرو " فنعما هي " ؛ بكسر النون والعين؛ فهذا جيد بالغ؛ لأن ههنا كسر العين والنون؛ وكذلك قراءة أهل الكوفة " نعما هي " ؛ جيدة؛ لأن الأصل في " نعم " : " نعم " ؛ و " نعم " .
و " نعم " ؛ فيها ثلاث لغات؛ ولا يجوز مع إدغام الميم " نعما هي " ؛ و " ما " ؛ في تأويل " الشيء " ؛ زعم البصريون أن " نعما هي " : نعم الشيء هي؛ وقد فسرنا هذا فيما مضى.
ومعنى:
وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ؛ هذا كان على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فكان
الإخفاء في إيتاء الزكاة أحسن؛ فأما اليوم فالناس يسيئون الظن؛ فإظهار الزكاة أحسن؛ فأما التطوع فإخفاؤه أحسن؛ لأنه أدل على أنه يريد الله به وحده؛ يقال: " أخفيت الشيء إخفاء " ؛ إذا سترته؛ و " خفي خفاء " ؛ إذا استتر؛ و " خفيته أخفيه خفيا " ؛ إذا أظهرته؛ وأهل
المدينة يسمون النباش: " المختفي " ؛ قال الشاعر - في " خفيته: أظهرته -:
[ ص: 355 ] فإن تدفنوا الداء لا نخفه ... وإن تبعثوا الحرب لا نقعد