ولما ذكر الله - جل وعز - فرض الصلاة؛ والزكاة؛ والطلاق؛ والحيض؛ والإيلاء؛ والجهاد؛ وأقاصيص الأنبياء؛ والدين؛ والربا؛ ختم السورة بذكر تعظيمه؛ وذكر تصديق نبيه - صلى الله عليه وسلم -؛ والمؤمنين بجميع ذلك؛ فقال:
آمن الرسول بما أنـزل إليه من ربه والمؤمنون ؛ أي: صدق الرسول بجميع هذه الأشياء التي جرى ذكرها؛ وكذلك المؤمنون؛
كل آمن بالله ؛ أي: صدق بالله؛
وملائكته وكتبه ؛ وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : " وكتابه " ؛ وقرأته جماعة من القراء؛ فأما " كتب " ؛ فجمع " كتاب " ؛ مثل: " مثال " ؛ و " مثل " ؛ و " حمار " ؛ و " حمر " ؛ وقيل
nindex.php?page=showalam&ids=11لابن عباس في قراءته: " وكتابه " ؛ فقال: " كتاب " ؛ أكثر من " كتب " ؛ ذهب به إلى اسم الجنس؛
[ ص: 369 ] كما تقول: " كثر الدرهم في أيدي الناس " ؛ ومعنى:
لا نفرق بين أحد من رسله ؛ أي: لا نفعل كما فعل أهل الكتاب قبلنا؛ الذين آمنوا ببعض الرسل؛ وكفروا ببعض؛ نحو كفر اليهود بعيسى؛ وكفر النصارى بغيره؛ فأخبر عن المؤمنين أنهم يقولون: لا نفرق بين أحد من رسله. وقوله - عز وجل -:
وقالوا سمعنا وأطعنا ؛ أي: سمعنا سمع قابلين؛ و " أطعنا " : قبلنا ما سمعنا؛ لأن من سمع فلم يعمل؛ قيل له: " أصم " ؛ كما قال - جل وعز -:
صم بكم عمي ؛ ليس لأنهم لا يسمعون؛ ولكنهم صاروا في ترك القبول بمنزلة من لا يسمع؛ قال الشاعر:
أصم عما ساءه سميع
ومعنى:
غفرانك ربنا وإليك المصير أي: اغفر غفرانك؛ و " فعلان " ؛ من أسماء المصادر؛ نحو: " السلوان " ؛ و " الكفران " ؛ ومعنى:
وإليك المصير أي: نحن مقرون بالبعث .