وقوله - عز وجل -:
ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه ؛ يدل على تأويل قوله:
وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به ؛ فقولهم: "
إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه " ؛ إقرار بالبعث؛ ودليل أنهم خالفوا من يتبع المتشابه؛ لأن الذين ابتغوا المتشابه هم الذين أنكروا البعث؛
لا ريب فيه ؛ لا شك فيه؛ وقد شرح باستقصاء فيما تقدم من كتابنا. وقوله - عز وجل -:
إن الله لا يخلف الميعاد ؛ جائز أن يكون حكاية عن الموحدين؛ وجائز أن يكون إخبارا عن الله؛ وجائز فتح " أن الله لا يخلف الميعاد " ؛ فيكون المعنى: جامع الناس لأنك لا تخلف الميعاد؛ أي: قد أعلمتنا ذلك؛ ونحن غير شاكين فيه.