وقوله:
فاعبدوا ما شئتم من دونه ؛ هذا على ما قلنا من الوعيد؛ مثل قوله:
قل تمتع بكفرك قليلا ؛ وهذا يدل - والله أعلم - على أنه قبل أن يؤمر المسلمون بالحرب؛ وهو مثل
فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ؛ وقد بين حظ المؤمنين من جزيل الثواب؛ وحظ الكافرين من عظيم العقاب؛ وقوله (تعالى):
قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ؛ هذا يعني به الكفار؛ فإنهم خسروا أنفسهم بالتخليد في النار؛ وخسروا أهليهم؛ لأنهم لم يدخلوا مدخل المؤمنين الذين لهم أهل في الجنة؛ ثم بين حالهم فقال:
ألا ذلك هو الخسران المبين ؛