وقوله:
الله نـزل أحسن الحديث كتابا متشابها ؛ يعني القرآن؛ ومعنى " متشابها " ؛ يشابه بعضه بعضا في الفضل؛ والحكمة؛ لا تناقض فيه؛ و " كتابا " ؛ منصوب على البدل من " أحسن الحديث " ؛ وقوله:
مثاني ؛ من نعت قوله: " كتابا " ؛ منصوب على النعت؛ ولم ينصرف " مثاني " ؛ لما فسرناه من أنه جمع ليس على مثال الواحد.
[ ص: 352 ] تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ؛ يقول: إذا ذكرت آيات العذاب اقشعرت جلود الخاشعين لله؛
ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ؛ إذا ذكرت آيات الرحمة لانت جلودهم؛ وقلوبهم؛
ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ؛ يقول: " الذي وهبه الله لهم من خشيته وخوف عذابه ورجاء رحمته هدى الله. "