قل يا قوم اعملوا على مكانتكم ؛ و " على مكاناتكم " ؛ هذا اللفظ أمر على معنى الوعيد؛ والتهدد؛ بعد أن أعلموا ما يجب أن يعملوا به؛ ثم قيل لهم:
فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ؛ وهذا كلام يستعمله الناس في التهدد؛ والوعيد؛ تقول: " متى أسأت إلى فلان انتقمت منك؛ ومتى أحسنت إليه أحسنت إليك؛ فاعمل ما شئت؛ واختر
[ ص: 356 ] لنفسك " ؛ فخوطب العباد على قدر مخاطباتهم؛ وعلمهم؛ وقوله: " على مكاناتكم " ؛ و " مكانتكم " ؛ معناه: على ناحيتكم التي اخترتموها؛ وجهتكم التي تمكنتم - عند أنفسكم - في العلم بها؛
إني عامل ؛ ولم يقل: " على جهتي " ؛ لأن في الكلام دليلا على ذلك.