وقال - في أثر هذه الآية -:
إن الذين يكفرون بآيات الله أي: أعلام الله؛ التي أتيتهم بها؛
ويقتلون النبيين بغير حق ؛ وقرئت: " ويقاتلون " ؛ ومعنى " ويقتلون النبيين بغير حق " ؛ ههنا: قيل فيه قولان: قيل: رضاهم بقتل من سلف منهم النبيين؛ نحو قتل يحيى - عليه السلام -؛ وهذا يحتمل - والله أعلم -؛ وقيل: " ويقتلون النبيين " : لأنهم قاتلوا النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ وهموا بقتله؛ قال الله - جل وعز -:
وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ؛
[ ص: 391 ] فهذا معنى: " ويقتلون النبيين " ؛ والله أعلم؛ وجاز دخول الفاء في خبر " إن " ؛ ولا يجوز " إن زيدا فقائم " ؛ وجاز ههنا -
فبشرهم بعذاب أليم - لأن " الذي " ؛ يوصل فتكون صلته بمنزلة الشرط للجزاء؛ فيجاب بالفاء؛ ولا يصلح " ليت الذي يقوم فيكرمك " ؛ لأن " إن؛ كأنها لم تذكر في الكلام؛ فدخول الجواب بالفاء؛ عليها كدخولها على الابتداء؛ والتمني داخل فزيل معنى الابتداء والشرط.