ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته ؛ أي: بينت؛
أأعجمي وعربي ؛ وتقرأ: " أأعجمي " ؛ بهمزتين؛ و " أعجمي " ؛ بهمزة واحدة؛ وبهمزة بعدها مخففة؛ تشبه الألف؛ ولا يجوز أن يكون ألفا خالصة؛ لأن بعدها العين؛ وهي ساكنة؛ وتقرأ: " أعجمي وعربي " ؛ بهمزة واحدة؛ وفتح العين؛ وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن: " أعجمي " ؛ بهمزة وسكون العين؛ والذي جاء في التفسير أن المعنى: " ولو جعلناه قرآنا أعجميا؛ لقالوا: لولا - هلا - بينت آياته؛ أقرآن أعجمي ونبي عربي؟! " ؛ فمن قرأ: " آعجمي " ؛ فهمزة وألف؛ فإنه منسوب إلى اللسان الأعجم؛ تقول: " هذا رجل أعجمي " ؛ إذا كان لا يفصح؛ إن كان من العجم؛ أو من العرب؛ وتقول: " هذا رجل عجمي " ؛ إذا كان من الأعاجم؛ فصيحا كان أم غير فصيح؛ ومثل ذلك: " هذا رجل أعرابي " ؛ إذا كان من أهل البادية؛ وكان جنسه من العرب؛ أو من غير العرب؛ والأجود في القرآن: " آعجمي " ؛ بهمزة وألف؛ على جهة النسبة إلى الأعجم؛ ألا ترى قوله:
ولو جعلناه قرآنا أعجميا ؛ ولم يقرأ أحد: " عجميا " ؛ فأما قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن - أعني: " أعجمي " ؛ بإسكان العين - لا على معنى الاستفهام؛ ولكن على معنى " هلا بينت آياته " ؛ فجعل بعضه بيانا للعجم؛ وبعضه بيانا للعرب؛ وكل هذه الأوجه الأربعة سائغ في العربية؛ وعلى ذلك تفسيره.
[ ص: 390 ] وقوله - عز وجل -:
قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء ؛ يعني القرآن؛
والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر ؛ أي: هم في ترك القبول بمنزلة من في أذنه صمم؛
وهو عليهم عمى ؛ ويقرأ: " وهو عليهم عم " ؛ بكسر الميم؛ والتنوين؛ ويجوز: " وهو عليهم عمي " ؛ بإثبات الياء وفتحها؛ ولا يجوز إسكان الياء؛ وترك التنوين؛
أولئك ينادون من مكان بعيد ؛ يعني من قسوة قلوبهم يبعد عنهم ما يتلى عليهم.