وقوله - عز وجل -:
كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك ؛ وقرئت: " يوحى " ؛ وقرئت: " نوحي إليك وإلى الذين من قبلك " ؛ بالنون؛ وجاء في التفسير أن " حـم عـسـق " قد أوحيت إلى كل نبي قبل محمد - صلى الله عليه وعليهم أجمعين -؛ وموضع الكاف من " كذلك " : نصب؛ المعنى: " مثل ذلك يوحي إليك... " ؛ فمن قرأ: " يوحي " ؛ بالياء؛ فاسم الله - عز وجل - رفع بفعله؛ وهو " يوحي " ؛ ومن قرأ: " يوحى إليك " ؛ فاسم الله مبين عما لم يسم فاعله؛ ومثل هذا من الشعر:
ليبك يزيد ضارع لخصومة ... ومختبط مما تطيح الطوائح
فبين من ينبغي أن يبكيه؛ ومن قرأ: " نوحي إليك " ؛ بالنون؛ جعل " نوحي " ؛ إخبارا عن الله - عز وجل -؛ ورفع " الله " ؛ بالابتداء؛ وجعل " العزيز الحكيم " ؛ خبرا عن " الله " ؛ وإن شاء كان
[ ص: 394 ] " العزيز الحكيم " ؛ صفة لـ " الله " - عز وجل - يرتفع كما يرتفع اسم الله؛ ويكون الخبر
له ما في السماوات وما في الأرض