قوله:
شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا ؛ روي في التفسير أن أول من أتى بتحريم البنات؛ والأخوات؛ والأمهات؛
نوح؛ والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى ؛ أي: " وشرع لكم ما وصى به
إبراهيم وموسى وعيسى " ؛ وقوله - عز وجل -:
أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ؛
[ ص: 396 ] تفسير قوله:
وما وصينا به إبراهيم ؛ وموضع " أن " ؛ يجوز أن يكون نصبا؛ ورفعا؛ وجرا؛ فالنصب على معنى: " شرع لكم أن أقيموا الدين " ؛ والرفع على معنى: " هو أن أقيموا الدين " ؛ والجر على البدل من الباء؛ والجر أبعد هذه الوجوه؛ وجائز أن يكون " أن أقيموا الدين " ؛ تفسيرا لما وصى به
نوحا؛ ولقوله:
والذي أوحينا إليك ؛ ولقوله:
وما وصينا به إبراهيم ؛ فيكون المعنى: " شرع لكم ولمن قبلكم إقامة الدين؛ وترك الفرقة؛ وشرع الاجتماع على اتباع الرسل " .