وقوله - جل وعز -:
وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ؛
[ ص: 404 ] أي: فعلنا في الوحي إليك كما فعلنا بالرسل من قبلك؛ وموضع " كذلك " : نصب؛ بقوله: " أوحينا " ؛ ومعنى " روحا من أمرنا " : ما نحيي به الخلق من أمرنا؛ أي: ما يهتدى به؛ فيكون حيا؛ وقوله:
ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا ؛ ولم يقل: " جعلناهما " ؛ لأن المعنى: " ولكن جعلنا الكتاب نورا " ؛ وهو دليل على الإيمان؛ وقوله:
وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم ؛ ويقرأ: " وإنك لتهدى " ؛ فمن قرأ: " لتهدي " ؛ فالمعنى: " تهدي بما أوحينا إليك إلى صراط مستقيم " ؛ ويجوز أن يكون " لتهدى " ؛ مخاطبة للنبي - صلى الله عليه وسلم - وأمته؛ فيكون المعنى: " وإنك وأمتك لتهدون إلى صراط مستقيم " ؛ كما قال:
يا أيها النبي إذا طلقتم النساء ؛ فهو بمنزلة: " يا أيها الناس المؤمنون إذا طلقتم النساء " .