وقوله - جل وعز -:
قل إن كنتم تحبون الله ؛ القراءة بضم التاء؛ ويجوز في اللغة: " تحبون " ؛ ولكن الأكثر " تحبون " ؛ لأن " حببت " ؛ قليلة في اللغة؛ وزعم
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي أنها لغة قد ماتت فيما يحسب؛ ومعنى: " تحبون الله " ؛ أي: تقصدون طاعته؛ وترضون بشرائعه؛ والمحبة على ضروب؛ فالمحبة من جهة الملاذ في المطعم؛ والمشرب؛ والنساء؛ والمحبة من الله لخلقه عفوه عنهم؛ وإنعامه عليهم برحمته؛ ومغفرته؛ وحسن الثناء عليهم؛ ومحبة الإنسان لله ولرسوله طاعته لهما؛ ورضاه بما أمر الله به؛ وأتى به رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
[ ص: 398 ] وقوله - جل وعز -:
يغفر لكم ذنوبكم ؛ القراءة بإظهار الراء مع اللام؛ وزعم بعض النحويين أن الراء تدغم مع اللام؛ فيجوز " ويغفر لكم " ؛ وهذا خطأ فاحش؛ ولا أعلم أحدا قرأ به غير
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبي عمرو بن العلاء ؛ وأحسب الذين رووا عن
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبي عمرو إدغام الراء في اللام غالطين؛ وهو خطأ في العربية؛ لأن اللام تدغم في الراء؛ والنون تدغم في الراء؛ نحو قولك: " هل رأيت؟ " ؛ و " من رأيت؟ " ؛ ولا تدغم الراء في اللام إذا قلت: " مر لي بشيء " ؛ لأن الراء حرف مكرر؛ فلو أدغمت في اللام ذهب التكرير؛ وهذا إجماع النحويين الموثوق بعلمهم.