وأعلم قلة الدنيا عنده - عز وجل -؛ فقال:
ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ؛ ويقرأ: " سقفا من فضة " ؛ ويجوز: " سقفا " ؛ بسكون القاف؛ وضم السين؛ فمن قال: " سقفا " ؛ و " سقفا " ؛ فهو جمع " سقف " ؛ كما قيل: " رهن " ؛ و " رهن " ؛ و " رهن " ؛ ومن قال: " سقفا " ؛ فهو واحد يدل على الجمع؛ المعنى: " جعلنا لبيت كل واحد منهم سقفا من فضة " .
[ ص: 411 ] وقوله:
ومعارج عليها يظهرون ؛ " معارج " : درج؛ واحدها " معرج " ؛ المعنى: " وجعلنا معارج من فضة؛ وكذلك:
أبوابا وسررا عليها يتكئون ؛ أي: أبوابا من فضة؛ وسررا من فضة؛
وزخرفا ؛ " الزخرف " ؛ جاء في التفسير أنه ههنا الذهب؛ إلا
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم؛ فإنه قال: هو متاع البيت؛ و " الزخرف " ؛ في اللغة: الزينة؛ وكمال الشيء فيها؛ ودليل ذلك قوله:
حتى إذا أخذت الأرض زخرفها ؛ أي: كمالها؛ وتمامها؛
وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا ؛ معناه: وما كل ذلك إلا متاع الحياة الدنيا؛ ويقرأ: " لما متاع " ؛ و " ما " ؛ ههنا؛ لغو؛ المعنى: " لمتاع " . وقوله:
ولولا أن يكون الناس أمة واحدة ؛ أي: لولا أن تميل بهم الدنيا؛ فيصير الخلق كفارا؛ لأعطى الله الكافر في الدنيا غاية ما يتمنى فيها؛ لقلتها عنده؛ ولكنه - عز وجل - لم يفعل ذلك؛ لعلمه بأن الغالب على الخلق حب العاجلة.