وقوله:
واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون ؛ في هذه المسألة ثلاثة أوجه؛ جاء في التفسير
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة أسري به؛ جمع له الأنبياء في بيت المقدس؛ فأمهم وصلى بهم؛ وقيل له: سلهم؛ فلم يشكك - عليه السلام - ولم يسل. [ ص: 414 ] ووجه ثان؛ وهو الذي أختاره؛ وهو أن المعنى: " سل أمم من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون؟ " ؛ ويكون معنى السؤال ههنا على جهة التقرير؛ كما قال:
ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ؛ فليس يسألهم ههنا عمن خلقهم إلا على جهة التقرير؛ وكذلك إذا سأل جميع أمم الأنبياء؛ لم يأتوا بأن في كتبهم أن اعبدوا غيري؛ ووجه ثالث؛ يكون المعنى في خطاب النبي - صلى الله عليه وسلم - معناه مخاطبة الأمة؛ كأنه قال: " واسألوا " ؛ والدليل على أن مخاطبة النبي - صلى الله عليه وسلم - قد يدخل فيها خطاب الأمة؛ قوله:
يا أيها النبي إذا طلقتم النساء