وقوله - عز وجل -:
ولما جاء عيسى بالبينات قال قد جئتكم بالحكمة ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه ؛ قوله: " جاء بالحكمة " ؛ أي: بالإنجيل؛ وبالبينات؛ أي: الآيات التي يعجز عنها المخلوقون؛ وقالوا في معنى " بعض الذي تختلفون فيه " : أي: كل الذي يختلفون فيه؛ واستشهدوا بقول
لبيد: [ ص: 418 ] أو تخترم بعض النفوس حمامها
يريد كل النفوس؛ واستشهدوا أيضا بقول
القطامي: قد يدرك المتأني بعض حاجته
قالوا: معناه: كل حاجته؛ وهذا مذهب أبي عبيدة؛ والصحيح أن البعض لا يكون في معنى الكل؛ وهذا ليس في الكلام؛ والذي جاء به
عيسى في الإنجيل إنما هو بعض الذي اختلفوا فيه؛ وبين الله - سبحانه - لهم من غير الإنجيل ما احتاجوا إليه؛ وكذلك قوله:
أو تخترم بعض النفوس حمامها
إنما يعني نفسه؛ ونفسه بعض النفوس.