فلما ولدت امرأة
عمران مريم قالت:
رب إني وضعتها أنثى ؛ وليست الأنثى مما يصلح للنذر؛ فجعل الله - عز وجل - من الآيات في مريم - لما أراده الله من أمر
عيسى - أن جعلها متقبلة في النذر؛ فقال - عز وجل -:
فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا ؛ الأصل في العربية: " بتقبل حسن " ؛ ولكن " قبول " ؛ محمول على قوله: " قبلها قبولا حسنا " ؛ يقال: " قبلت الشيء قبولا حسنا " ؛ ويجوز " قبولا " ؛ إذا رضيته؛ و " قبلت الريح قبولا " ؛ و " هي تقبل " ؛ و " قبلت بالرجل أقبل قبالة " ؛ أي: كفلت به؛ وقد روي " قبلت بالرجل " ؛ في معنى " كفلت به " ؛ على مثال " فعلت " ؛ ويقال: سقى فلان إبله قبلا؛ أي: صب الماء في الحوض؛ وهي تشرب منه؛ فأصابها؛ وكل ما عاينت قلت فيه: " أتاني قبلا " ؛ أي: معاينة؛ وكل ما استقبلك فهو " قبل " ؛ بالفتح؛ وتقول: " لا أكلمك إلى عشر من ذي قبل؛ وقبل " ؛ المعنى: قبل إلى عشر مما نشاهده من هذه الأيام؛ ومعنى " قبل " ؛ عشر نستقبلها؛ ويقال: " قبلت العين؛ تقبل؛ قبلا " ؛ إذا أقبل النظر على الأنف؛ وقوله - عز وجل -:
أو يأتيهم العذاب قبلا ؛ وقبلا؛ وقبلا؛ كله جائز؛ فمن قرأ: " قبلا " ؛ فهو جمع " قبيل " ؛ و " قبل " ؛ مثل " رغيف " ؛
[ ص: 402 ] و " رغف " ؛ المعنى: أو يأتيها العذاب ضروبا؛ ومن قرأ: " قبلا " ؛ بالكسر؛ فالمعنى: أو يأتيهم العذاب معاينة؛ ومن قرأ: " قبلا " ؛ بالفتح؛ فالمعنى: أو يأتيهم العذاب مقابلا؛ و " القبلة " : جمع " قبل " ؛ شبيهة ب " الفلكة " ؛ أي: بفلكة المغزل؛ تكون في القلادة.
ومعنى:
وأنبتها نباتا حسنا أي: جعل نشوءها نشوءا حسنا؛ وجاء " نباتا " ؛ على غير لفظ " أنبت " ؛ على معنى " نبت نباتا حسنا " .