وقوله:
أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ؛ ويقرأ: " سواء محياهم ومماتهم " ؛ وقد قرئت: " سواء محياهم ومماتهم " ؛ بنصب الممات؛ وحكى بعض النحويين أن ذلك جائز في العربية؛ ومعنى " اجترحوا " : اكتسبوا؛ ويقال: " فلان جارحة أهله " ؛ أي: كاسبهم؛ والاختيار عند
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه؛ nindex.php?page=showalam&ids=14248والخليل؛ وجميع البصريين: " سواء " ؛ برفع " سواء " ؛ وعليه أكثر القراء؛ ويجيزون النصب؛ وتقول: " ظننت زيدا سواء أبوه وأمه " ؛ و " سواء أبوه وأمه " ؛ والرفع أجود؛ لأن " سواء " ؛ في مذهب المصدر؛ كما تقول: " ظننت زيدا ذو استواء أبوه وأمه " ؛ ومن قرأ: " سواء " ؛ بالنصب؛ جعله في موضع " مستويا محياهم ومماتهم " ؛ ومن نصب " محياهم ومماتهم " ؛ فهو عند قوم من النحويين " سواء في محياهم وفي مماتهم " ؛ ويذهب به مذهب الأوقات؛ وهو يجوز على غير ذلك؛ على أن يجعله بدلا من الهاء والميم؛ ويكون المعنى: " أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعل محياهم ومماتهم سواء كالذين آمنوا وعملوا الصالحات " ؛ أي: كمحيا الذين آمنوا وعملوا الصالحات؛ ومماتهم.