وقوله:
وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر ؛ فإن قال قائل: كيف قالوا: نموت ونحيا؛ وهم لا يقرون بالبعث؛ فالدليل على أنهم لا يقرون بالبعث قولهم: ما هي إلا حياتنا؟ وفي " نموت ونحيا " ؛ ثلاثة أقوال؛ يكون المعنى: " نموت ونحيا " : يحيا أولادنا؛ فيموت قوم؛ ويحيا قوم؛ ويكون معنى " نموت ونحيا " : " نحيا ونموت " ؛ لأن الواو للاجتماع؛ وليس فيها دليل على أن أحد الشيئين قبل الآخر؛ ويكون " نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر " ؛ أي: ابتداؤنا موات في أصل الخلقة؛ ثم نحيا ثم يهلكنا الدهر؛ فأعلم الله - عز وجل - أنهم يقولون ذلك ضلالا؛ شاكين؛ فقال:
وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون ؛ المعنى: " ما هم إلا يظنون " .