وقوله - جل وعلا -:
قال رب أنى يكون لي غلام ؛ أي: كيف يكون لي غلام؟ قال
nindex.php?page=showalam&ids=15102الكميت :
أنى ومن أين آبك الطرب ... من حيث لا صبوة ولا لعب
[ ص: 408 ] أي: كيف؟ ومن أين آبك الطرب؟ ويقال: " غلام بين الغلومية؛ والغلامية؛ والغلومة " .
وقوله - جل وعلا -:
وقد بلغني الكبر ؛ بمعنى: قد بلغت الكبر؛ وفي موضع آخر:
وقد بلغت من الكبر عتيا ؛ وكل شيء صادفته وبلغته فقد صادفك وبلغك.
ومعنى
كذلك الله يفعل ما يشاء أي: مثل ذلك يفعل الله الذي يشاؤه؛ وإنما سأل زكريا لأنه أحب أن يعلم أيأتيه الولد وامرأته عاقر وهو مسن؛ أم يجعله الله على هيئة من يولد له ويجعل امرأته كذلك؛ أم يأتيهما الولد وهما على الهيئة التي لا يكون معها ولد؛ فأعلمهما الله أن ذلك هين عليه؛ كما أنشأهما ولم يكونا شيئا؛ وأنه يعطيهما الولد وهما في هذه السن.
ويقال في " عاقر " : " قد عقرت المرأة " ؛ و " عقرت " ؛ وهي " عاقر " ؛ وهذا دليل أن " عاقرا " وقع على جهة النسب؛ لأن " فعلت " ؛ أسماء الفاعلين فيه على " فعيلة " ؛ نحو: " ظرفت؛ فهي ظريفة " ؛ وإنما " عاقر " ؛ له ذات عقر؛ ويقال: " قد عقر الرجل؛ يعقر عقرا " : إذا انقطع عليه الكلام من تعب؛ وكلال؛ والعقار: كل مال له أصل؛ وقد قيل: إن النخل خاصة يقال له " عقار " ؛ و " عقر دار قوم " : أصل مقامهم الذي عليه معولهم؛ وإذا انتقلوا عنه لنجعة فرجوعهم إليه؛ ويروى عن علي أنه قال: " ما
[ ص: 409 ] غزي قوم في عقر دارهم إلا ذلوا " ؛ أي: ما غزوا في المكان الذي هو أصل لمقامهم.