وقوله:
إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم ؛ أي: أخذك عليهم البيعة عقد لله - عز وجل - عليهم؛ ومعنى
يد الله فوق أيديهم ؛ يحتمل ثلاثة أوجه؛ منها وجهان جاءا في التفسير؛ أحدهما: "يد الله في الوفاء فوق أيديهم"؛ وجاء أيضا: "يد الله في الثواب فوق أيديهم"؛ والتفسير - والله أعلم -: يد الله في المنة عليهم في الهداية فوق أيديهم في الطاعة؛ وقوله:
فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ؛ و"النكث"؛ في اللغة: نقض ما تعقده؛ وما تصلحه؛ وجاء في التفسير: ثلاثة أشياء ترجع على أهلها؛ أحدها النكث؛ والبغي؛ والمكر؛ قال الله - عز وجل -
إنما بغيكم على أنفسكم ؛ والمكر؛ قال الله - عز وجل -:
ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ؛ وقوله:
فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما ؛ ويقرأ: "فسنؤتيه أجرا عظيما"؛ ويقرأ: "عليه الله"؛ و"عليه الله"؛ وقد فسرنا مثل هذا فيما سلف.