سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا ؛ بإظهار الراء عند اللام؛ وقد رويت عن
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبي عمرو: "فاستغفلنا"؛ بالإدغام؛ وكذلك في قوله: "يغفلكم"؛ ولا يجيز
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه؛ nindex.php?page=showalam&ids=14248والخليل إدغام الراء في اللام؛ ولا يحكون هذه اللغة عن أحد من
العرب؛ ويذكرون أن إدغام الراء
[ ص: 23 ] في اللام غير جائز؛ لأن الراء عندهم حرف مكرر؛ فإذا أدغم في اللام بطل هذا الإشباع الذي فيه؛ وأعلم الله - عز وجل - أن هؤلاء منافقون؛ فقال:
يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ؛ وأعلم الله - عز وجل - أنهم تخلفوا عن الخروج مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بظنهم ظن السوء؛ فأطلع الله نبيه على ذلك؛ قال الله - عز وجل -:
بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا وزين ذلك في قلوبكم وظننتم ظن السوء ؛ أي: ظن الفساد؛
وكنتم قوما بورا ؛ أي: هالكين عند الله - عز وجل -؛ فاسدين في علمه؛ وقوله - عز وجل -:
شغلتنا أموالنا ؛ أي: ليس لنا من يقوم بها؛
وأهلونا ؛ أي: وشغلتنا أهلونا؛ ليس لنا من يخلفنا فيهم؛ ويجوز: "وأهلنا"؛ ولكن القراءة المشهورة بالواو؛ فمن قال: "وأهلونا"؛ فهو جمع "أهل"؛ و"أهلون"؛ ومن قال: "وأهلنا"؛ فهو يتضمن الجماعة كلها.