وقوله:
قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون ؛ وقد قرئت: "أو يسلموا"؛ فالمعنى: "تقاتلونهم حتى يسلموا"؛ و"إلا أن يسلموا؛ فإن قال قائل: قد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لهم:
لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا ؛ فكيف جاز أن يقول:
ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون ؛ فإنما قال - صلى الله عليه وسلم - ذلك لأن الله أعلمه أنهم منافقون؛ وأعلمه مع ذلك أنهم لا يقاتلون معه؛ وجاء في التفسير أنه عني بقوله:
ستدعون إلى قوم أولي بأس ؛
بنو حنيفة؛ nindex.php?page=showalam&ids=1وأبو بكر - رحمه الله - قاتلهم في أيام
مسيلمة؛ وجاء أيضا:
هوازن؛ والمعنى أن كل من ظاهره الإسلام فعلى أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يدعوهم إلى الجهاد؛ والصحابة لم يطلعوا في وقت الجهاد على من يقاتل ومن لا يقاتل؛ ولا على من ينافق ومن لا ينافق؛ لأن الإظهار على ذلك من آيات الأنبياء - عليهم السلام -؛ وقد قيل:
إلى قوم أولي بأس شديد ؛ أي: إلى
فارس؛ والروم؛ وذلك في أيام
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر؛ nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر - رحمة الله عليهما - ومن بعدهما.
[ ص: 25 ] فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا ؛ أي: إن تبتم وتركتم النفاق وجاهدتم؛ يؤتكم الله أجرا حسنا؛
وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما ؛ أي: إن أقمتم على نفاقكم؛ وأعرضتم عن الإيمان والجهاد؛ كما توليتم على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعذبكم عذابا أليما؛