وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة ؛ "مكة"؛ لا تنصرف؛ لأنها مؤنثة؛ وهي معرفة؛ وقوله:
من بعد أن أظفركم عليهم ؛ جاء في التفسير
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتي باثني عشر رجلا؛ أخذوا بلا عهد؛ [ ص: 27 ] ولا عقد؛ فخلاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن عليهم؛ وكان عاقبة ذلك أن سلم للرجل من بينه وبينه قرابة؛ ومن هو مؤمن؛ أن يصاب؛ قال الله - عز وجل -:
ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطئوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم ؛ وموضع "أن": رفع؛ بدل من "رجال"؛ المعنى: "لولا أن تطؤوا رجالا مؤمنين ونساء مؤمنات"؛ ثم قال:
لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما ؛ أي: لو تميز الكافرون من المسلمين لأنزلنا بالكافرين ما يكون عذابا لهم في الدنيا؛ ومعنى:
فتصيبكم منهم معرة ؛ قيل: "لولا أن تقتلوا منهم قوما مؤمنين خطأ؛ فتلزمكم الديات"؛ والمعنى - والله أعلم -: "لولا كراهة أن يلحقكم عنت بأن قتلتم من هو على دينكم؛ إذ أنتم مختلطون بهم؛ لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما".