[ ص: 39 ] وقوله (تعالى):
يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين ؛ قيل: إن هذه نزلت في المنافقين؛ فاعلموا أنكم إن كنتم صادقين؛ فإنكم قد أسلمتم؛ فلله المن عليكم؛ لإخراجه إياكم من الضلالة إلى الهدى؛ وقد قيل: إنها نزلت في غير المنافقين؛ في قوم من المسلمين؛ قالوا: آمنا؛ وهاجرنا؛ وفعلنا؛ وصنعنا؛ فمنوا على رسول الله بذلك؛ والأشبه - والله أعلم - أن يكون في قوم من المنافقين؛ وقوله - عز وجل -:
وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا ؛ ويقرأ: "لا يألتكم"؛ فمن قرأ: "يألتكم"؛ فدليله
وما ألتناهم من عملهم من شيء ؛ ومعناه: "وما نقصناهم"؛ وكذلك "لا يألتكم": لا ينقصكم؛ ومن قرأ:
لا يلتكم ؛ فهو من "لات؛ يليت"؛ يقال: "لاته؛ يليته"؛ و"ألاته؛ يليته"؛ إذا نقصه أيضا؛ والمعنى فيهما واحد؛ أعني "يألتكم"؛ و "يلتكم"؛ والقراءة:
لا يلتكم ؛ أكثر؛ والأخرى - أعني "يألتكم" - جيدة بالغة؛ ودليلها في القرآن على ما وصفنا.
[ ص: 40 ]