وقوله:
ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ؛ أي: عند عن الحق؛ وقوله:
ألقيا ؛ الوجه عندي - والله أعلم - أن يكون أمر الملكين؛ لأن
ألقيا ؛ للاثنين؛ وقال بعض النحويين: إن
العرب [ ص: 46 ] تأمر الواحد بلفظ الاثنين؛ فتقول: "قوما واضربا زيدا يا رجل"؛ ورووا أن
الحجاج كان يقول: "يا حرسي اضربا عنقه"؛ وقالوا: إنما قيل ذلك لأن أكثر ما يتكلم به
العرب فيمن تأمره بلفظ الاثنين؛ نحو:
خليلي مرا بي على أم جندب
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
وقال
محمد بن يزيد: هذا فعل مثنى توكيدا؛ كأنه لما قال "ألقيا"؛ ناب عن قوله: "ألق؛ ألق"؛ وكذلك عنده "قفا"؛ معناه عنده: "قف؛ قف"؛ فناب عن فعلين؛ فبني؛ وهذا قول صالح؛ وأنا أعتقد أنه أمر الاثنين؛ والله أعلم.