وقوله:
والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم ؛ وقرئت: "ألحقنا بهم ذرياتهم"؛ وقرئت: "واتبعتهم ذرياتهم"؛ وكلا الوجهين جائز؛ "الذرية"؛ تقع على الجماعة؛ و"الذريات"؛ جمع؛ و"ذرية"؛ على التوحيد أكثر؛ وتأويل الآية أن الأبناء إذا كانوا مؤمنين؛ وكانت مراتب آبائهم في الجنة
[ ص: 66 ] أعلى من مراتبهم؛ ألحق الأبناء بالآباء؛ ولم ينقص الآباء من عملهم شيئا؛ وكذلك إن كان عمل الآباء أنقص؛ ألحق الآباء بالأبناء.
وقوله - عز وجل -:
وما ألتناهم من عملهم من شيء ؛ معناه: ما أنقصناهم؛ يقال: "ألته؛ يألته؛ ألتا"؛ إذا نقصه؛ قال الشاعر:
أبلغ بني ثعل عني مغلغلة ... جهد الرسالة لا ألتا ولا كذبا
ويقال: "لاته؛ يليته؛ ليتا"؛ إذا نقصه؛ وصرفه عن الشيء؛ قال الشاعر:
وليلة ذات ندى سريت ... ولم يلتني عن هواها ليت