عندها جنة المأوى ؛ جاء في التفسير أنها جنة تصير إليها أرواح الشهداء؛ فلما قص هذه الأقاصيص؛ وأعلم - عز وجل - كيف قصه
جبريل؛ وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - يأتيه ذلك من عند الله الذي ليس كمثله شيء؛ قيل لهم:
أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ؛ كأن المعنى - والله أعلم -: "أخبرونا عن هذه الآلهة التي لكم تعبدونها من دون الله - عز وجل -؛ هل لها من هذه القدرة والعظمة التي وصف بها رب العزة - جل وعز - شيء"؛ وجاء في التفسير أن اللات صنم كان
لثقيف يعبدونه؛ وأن العزى سمرة؛ وهي شجرة كانت
لغطفان يعبدونها؛ وأن مناة صخرة كانت
لهذيل؛ وخزاعة؛ يعبدونها من دون الله؛ فقيل لهم: أخبرونا عن هذه الآلهة التي تعبدونها؛ وتعبدون معها الملائكة؛ تزعمون أن الملائكة؛ وهذه بنات الله؛ فوبخهم الله؛ فقال: أرأيتم هذه الإناث؛ ألله هي وأنتم تختارون الذكران؟ وذلك قوله:
ألكم الذكر وله الأنثى ؛
[ ص: 73 ] ومن قرأ: "أفرأيتم اللات والعزى" ؛ بتشديد التاء؛ فزعموا أن رجلا كان يلت السويق؛ ويبيعه عند ذلك الصنم؛ فسمي الصنم "اللات"؛ بتشديد التاء؛ والأكثر "اللات"؛ بتخفيف التاء؛ وكان
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي يقف عليها بالهاء؛ يقول: "اللاه"؛ وهذا قياس؛ والأجود في هذا اتباع المصحف؛ والوقف عليها بالتاء؛ وقرئت: "عندها جنه المهوى"؛ بالهاء؛ والأجود
جنة المأوى ؛ لأنه جاء في التفسير - كما ذكرنا - أنه يحل فيها أرواح الشهداء.