وقوله - عز وجل -:
وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا ؛ جاء "شفاعتهم"؛ واللفظ لفظ واحد؛ ولو قيل: "شفاعته"؛ لجاز؛ ولكن المعنى
[ ص: 74 ] معنى جماعة؛ لأن "كم"؛ سؤال عن عدد؛ وإخبار بعدد كثير؛ لأن "رب"؛ للقلة؛ و"كم"؛ للكثرة؛ ومعنى "شفاعتهم"؛ ههنا؛ يفسرها قوله - عز وجل -:
الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك ؛ إلى قوله:
وذلك هو الفوز العظيم ؛ فأعلم الله - عز وجل -؛ أنهم لا يشفعون إلا لمن ارتضى؛ فهذا تأويل قوله:
لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى